قلم المهندس/ طارق بدراوى
تم بناء فندق سميراميس القديم عام 1907م علي ضفاف النيل وفي مواجهة كوبرى قصر النيل وكان أسمه وقتها كوبرى الخديوى إسماعيل علي يد السويسرى فرانز جوزيف بوتشر أحد رواد الصناعة الفندقية في ذلك الوقت وكان شريكا في شركة فنادق سويسرية كبيرة وكان هذا هو اول فنادق شركته خارج قارة أوروبا وسماه سميراميس على إسم الملكة سميراميس أيقونة الجمال الأشورية وكان بوتشر قد أشترى قطعة الأرض التي بني عليها الفندق من رجل المال والأعمال المصرى المشهور قي ذلك الوقت موسي قطاوى وقام بتصميم الفندق المهندس المعمارى الإيطالي تويلو بارفيس وكانت شركة بافوداليون رولينج وشركاه هي المقاول العام للمشروع وتم افتتاحه في التاريخ المذكور وبعد 3 سنوات وفي عام 1910م باع بوتشر نصيبه في شركة الفنادق السويسرية إلى رجل فنادق سويسرى آخر هو تشارلز بهلر الذى أجرى عدة تعديلات وإضافات علي الفندق وزاد عدد الغرف بمقدار 50 غرفة وقد قامت الشركة التي يمتلكها بهلر بإدارة وتشغيل فندق ونتر بالاس بالأقصر وأولد كتاراكت بأسوان إلى جانب تشغيلها وإدارتها لفندق سميراميس بالقاهرة
وكان الفندق مكونا من 6 طوابق ويضم 112 غرفة موزعة على 4 طوابق وكانت مفروشة بأفخر الأثاث وكانت سلالم الفندق مكسوة بالسجاد الأحمر الفاخر وتتدلي من الأسقف ثريات نادرة وضخمة والجدران عليها مرايا فخمة كبيرة تعكس طراز الملك لويس الرابع عشر مع وجود تماثيل بالحجم الطبيعي من خشب الأبنوس الفاخر كما شهد الفندق تركيب أول مصاعد في القاهرة صنعت كبائنها من خشب الماهوجني الفاخر وكان مما يميز الفتدق حديقة السطح التي كانت الأولي من نوعها في القاهرة ويقال إن فكرتها مستوحاة من حدائق بابل المعلقة وكانت تلك الحديقة من أسباب شهرة الفندق وذكرها الكثير من الشخصيات التي نزلت به وسجلتها في مذكراتها الشخصية حيث كان الفندق ملتقي المشاهير والأثرياء ورجال المال والأعمال ورجال الحكم وضيوف مصر من كبار الشخصيات العالمية العربية والأجنبية وكذلك أفراد العائلة الحاكمة والأمراء والنبلاء وأصدقائهم مثل الخديوى عباس حلمي الثاني والملك فؤاد والملك فاروق
وكان من أبرز الأحداث التي شهدتها تلك الحديقة الحفل الأسطورى الذى أقامه أغا خان الثالث زعيم طائفة الشيعة الإسماعيلية في شهر فبراير عام 1955م بمناسبة مرور 71 عاما علي إمامته للطائفة وتم فيها وزنه بالذهب والذى توفي في عام 1957م وتم دفنه في أسوان تنفيذا لوصيته ومما اشتهر به الفندق أيضا أنه في أوائل القرن الماضي العشرين كانت الأمهات الانجليزيات المقيمات في مصر يأتين إلى الفندق في مواسم معينة أطلق عليها مواسم اصطياد العرسان لبناتهن وخاصة من ضباط الجيش الإنجليزى والحامية العسكرية الإنجليزية المتواجدين في مصر في ذلك الوقت حيث كانت مصر تحت الإحتلال الإنجليزى منذ عام 1882م ثم فرضت عليها الحماية البريطانية مع بداية الحرب العالمية الأولي عام 1914م وحتي عام 1922م
وفي عام 1974م تم إتخاذ قرار بهدم الفندق القديم وبناء فندق آخر مكانه يحمل نفس الإسم وعلي نفس الدرجة من الفخامة والرقي وبالفعل تم ذلك وتم إفتتاح الفندق الجديد عام 1987م وتديره شركة انتركونتيننتال المتخصصة في إدارة الفنادق في دول عديدة في قارات العالم المختلفة وبحق هو يعد من أفخم الفنادق فئة الخمس نجوم في منطقة الشرق الأوسط ويتكون من 28 طابق ويضم 728 غرفة وجناح مختلفة المساحات والتجهيزات والعديد من المطاعم المتنوعة والمقاهي وقاعات الأفراح متعددة السعات والحفلات والمؤتمرات ومراكز رجال الأعمال المجهزة بكافة الإمكانيات والتسهيلات اللازمة لعقد المؤتمرات مثل خطوط التليفون الدولية وشبكة الواى فاى والترجمة الفورية وأجهزة الحاسب الألي والشاشات وأجهزة العرض وأصبح هو المقصد الأول لضيوف مصر من الأخوة العرب وخاصة من دول الخليج نظرا لموقعه القريب من وسط المدينة واطلالته الساحرة علي نهر النيل وأجنحته الفاخرة التي تناسب معيشة وإقامة الأسرة بأكملها ويعد أيضا كما كان الفندق القديم ملتقي لرجال المال والأعمال والأثرياء والضيوف الأجانب الذين يفدون إلي مصر سواء للسياحة والاصطياف أو للعمل